دخلت هدنة داريا في فترة سبات، حيث أجل النظام موعد لقاء وفد المصالحة، منذ أسبوع وإلى الآن لم يعاود التواصل لتحديد موعدٍ جديد، فيما يعتبره الناشطون تخبطاً في مطبخه الأمني.
النظام الذي بادر لطلب الهدنة من مقاتلي داريا، بدأ اليوم بالمماطلة، حيث كان من المقرر خروج وفد التفاوض يوم السبت الفائت لملاقاة ضابط من الفرقة الرابعة، لكن وبعد أن استعد الوفد للخروج وكان بانتظار وصول الوسيط "الشيخ عدنان الأفيوني" لمرافقة الوفد، اتصل الأخير برئيس الهيئة الرئاسية في داريا وأبلغه تأجيل الموعد، حيث يتم نقاش موضوع التفاوض في القصر الجمهوري.
وإلى الآن لم يرد أي نبأ جديد حول لقاءٍ مقترب، وتوقف التفاوض قبل أن يبدأ، وفي تعليقه على ذلك، يشير الناشط الإعلامي مهند أبو الزين إلى أن المماطلة سياسة متعمدة من قبل النظام في محاولة منه لضرب وخلخلة الوحدة في المدينة وأيضاً الطعن مصداقية لجنة التفوض أمام الأهالي وزيادة الضغوط عليها.
وداريا التي بقيت صامدة طيلة 21 شهراً تقريباً، يبدو الحال فيها مختلفاً عن باقي المناطق المهادنة، حيث لا خلاف بين الفصائل المقاتلة أو القوى الثورية العاملة على الأرض وهو ما يفاجئ النظام في تعاطيه مع المدينة، وهنا يشير أبو الزين إلى ميثاق الشرف الذي وقعته القوى الثورية في المدينة والذي التقى عنده الجميع وتوافقوا على شروطٍ أساسية لا تراجع عنها للدخول في الهدنة، وذلك ما فاجأ النظام، فهو لا يريد للثوار أن يفرضوا شروطهم، فهذا الأمر لايساعده في كسب تنازلات من اللجنة المفاوضة.
ويرى أبو الزين أن هناك تضاربا في الآراء بين المؤسسات الأمنية للنظام، منهم من يريد التفاوض والوصول إلى حل مع داريا ومنهم من يريد استمرار الحل العسكري.
ناشط آخر من مدينة داريا فضل عدم ذكر اسمه يؤكد على أن النظام يتبع سياسة المماطلة لدفع المدنيين إلى الضغط على الثوار والاستعجال في الهدنة، وبذلك يستطيع فرض شروطه، وتحقيق تنازلات، وهي سياسة متبعة في العديد من المناطق.
ويشير الناشط أنه في الوقت الذي يتم الحديث فيه عن هدنة تتعرض المدينة للقضف العنيف بالبراميل والصواريخ، مضيفاً أن الثوار لا يأمنون جانب النظام.
يذكر أن الوفد المفاوض كان سيخرج للاستماع إلى عرض النظام، خاصةً وأن ثوار داريا مصرون على وثيقة الشرف التي تنص على شروطهم وأهمها انسحاب جيش النظام إلى أطراف المدينة، وخروجه من المناطق التي استطاع السيطرة عليها قبل تاريخ 5– 11– 2012، والإفراج عن المعتقلين من مدينة داريا وعددهم 1900 معتقل.