أثار تعرض فريق من قناة "المنار" لكمين أدى إلى مقتلهم في معلولا بريف دمشق.. أثار مزيدا من علامات الاستفهام حول طبيعة الكمين الذي تعرضوا له، لاسيما أن الثوار والنظام على حد سواء لم يتكلموا عن أي اشتباكات أو معارك في البلدة المسيحية المعروفة.
فمنذ صباح اليوم تعمد النظام التركيز على خبر السيطرة على معلولا التي تبعد حوالي 50 كم شمال دمشق، وتعد من أهم المدن المسيحية في العالم، فيما تغاضى الثوار تقريبا عن الأمر، لأن معلولا بشكل أو بآخر لم تكن نقطة تمركز كبيرة لهم، ولم يأتوا على أي أنباء تفيد بوقوع اشتباكات في البلدة، فيما بذلت وكالة "رويترز" من خلال مراسلها في لبنان جهوداً "تحريرية" كبيرة لإظهار دخول النظام إلى معلولة نصراً "كبيراً"...
وفيما كان النظام يعيد ويزيد على خبر "النصر" في معلولا، سارعت صفحات محسوبة على مليشيا حزب الله لنعي 4 من فريقها الإعلامي قتلوا في معلولا، دون أن تقدم مزيدا من الإيضاحات.

واكتفت معظم تلك الصفحات بالتركيز على خبر مقتل الصحافي حمزة الحاج حسن، فيما ذكرت صفحات أخرى أن من بين القتلى المصور محمد قصاص، والتقني حليم علاو، ومساعد المصور جعفر حسن.
وكانت قناة "لمنار" من بين أهم المحطات التي شملها قرار تعليق البث المباشر من سوريا، الذي أصدره نظام بشار الأسد مؤخرا، ولاقى استياء في صفوف جمهور مليشيا "حزب الله" كونه يعبر عن تنكر النظام لـ"تضحيات" المليشيا وإعلامييها في سوريا.
وفيما يبدو محاولة للتغطية على أي تداعيات، وقطع الطريق أمام أي احتمالات لاتهامه، سارع النظام وعبر مواقع محسوبة عليه في لبنان إلى ترويج رواية تقول أن جيش النظام خسر 4 عناصر أثناء محاولة سحب جثة المراسل "الحاج حسن".
وبدل أن يزيل مثل هذا الخبر الشكوك حول مقتل فريق المنار، فقد عززها، لاسيما أن بث الخبر جاء سريعا وعلى غير المعهود عقب انتشار نبأ الواقعة، كما إنه قدم صورة مغايرة للجيش "الحريص" على سحب جثث قتلى الغير، فيما عرف عنه عدم اهتمامه بعناصره أحياء وأمواتا ومأسورين!