Quantcast
Channel: اخبار سورية - زمان الوصل
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18645

تعقيبا على مقال فيصل القاسم : الفرق بين العلمانيين والعلمانجيين

$
0
0
تعقيباً على مقال فيصل القاسم : الفرق بين العلمانيين والعلمانجيين
بقلم فرحان الأسمر

لن أتطرق في تعقيبي هذا للرد على ما قاله الاستاذ الكريم فيصل القاسم بحق ( العلمانجيين ) لأنني ببساطة اعتبر نفسي غير معني بهذا الكلام وربما أوافقه على الكثير منه ، لكني أحاول الرد على ما لم يقله الاستاذ فيصل عن الاسلاميين ( وأقصد أحزاب الاسلام السياسي ) الذين يدافع عنهم
يقول الكاتب أن الألمان العلمانيين سمحوا بالعمل لحزب يسمي نفسه \" الحزب الديمقراطي المسيحي \" ويرد استباقيا على من يقول : (أن الحزب الديمقراطي المسيحي يسمح للعلمانيين بالدخول الى صفوفه ) ليقول القاسم : من قال أن الاسلاميون لا يسمحون ، ولا يريدون أن يتشاركوا مع العلمانيين وغيرهم في الحياة السياسية . وهنا يتشاطر الدكتور القاسم وبلغة الاعلامي المحترف يمرر الخدعة الاعلامية بسلاسة مفرطة ، فردا على مقولة أن الحزب الديمقراطي المسيحي يسمح بدخول العلمانيين لصفوفه ، كان على القاسم أن يقول ومن قال أن الاسلاميين لا يسمحون بدخول العلمانيين إلى أحزابهم ، لكنه يهرب من هذا القول ليتوقف عند كلمة يسمحون ويتبعها بواو العطف مباشرة ليقول : ولا يريدون .....فهو يعلم علم اليقين أن الاسلاميين لو استطاعوا لا يسمحون بوجود العلمانيين على قيد الحياة فكيف لو وصل الأمر الى أحزابهم الخاصة ؟؟ لكن المشكلة الأهم ليست هنا ، فقد أغنى الله العلمانيين عن أحزاب الاسلاميين ، بل السؤال هل يعرف الاستاذ القاسم حزبا اسمه الحزب الاسلامي الديمقراطي ؟؟ وهل يعرفنا بحزب اسلامي يؤمن بالديمقراطية بصفتها نظام حكم سياسي وثقافة مجتمع ؟ في كل اللقاءات الاعلامية والسياسية مع قيادات الاسلام السياسي ، يتجنب هؤلاء النطق بكلمة ديمقراطية إلا اضطرارا وإن قالوها فعلى استحياء ومن باب التقية السياسية ، فهم يلجؤون لكلمات أخرى من قبيل ( ما يريده الشعب ، الارادة الشعبية ، ...) وهم يعنون أن الشعب سيخير ليس بين برامج سياسية يطرحها الاسلامي وغير الاسلامي بل بين الاسلام واللا اسلام وهم يعلمون أن المتدينون غير المسيسون سيختارون الاسلام ولا شك ، لكن الاسلام السياسي يعتبر نفسه هو الاسلام وبالتالي فالشعب قد اختاره هو مرة واحدة ونهائية ، هل يصدق الدكتور فيصل بينه وبين نفسه أن أحزاب الاسلام السياسي ترضى أن تكون المنافسة بين برامج سياسية وليست بين كافر ومؤمن ؟؟؟ لا أظنه يقول ذلك
وقد شاع لديهم بالفترة الأخيرة استخدام كلمتي : الصناديق ، والشرعية
ففي الأولى يريدون تقزيم الديمقراطية الى مجرد الفعل الانتخابي الاجرائي ، وفي الثانية لا يقصدون أبدا ما تعنيه هذه الكلمة من معنى قانونيَ ( Legitimecy) إنما يريدون ما توحي إليه من صلة بينها وبين الشريعة ، وهذا ما ظهر جليا في مظاهرة إخوان مصر تحت شعار ( دعم الشرعية والشريعة )
ثم لنسأل الدكتور القاسم هل يقول الحزب الديمقراطي المسيحي : المسيحية هي الحل ، وهل يقول إن من يحكم بغير المسيحية هو كافر ، وهل يرفض هذا الحزب أن يحكمه غير المسيحي بحجة أنه لا يجوز تكريم من أهانه الله ؟؟؟
يخاطب القاسم من أسماهم العلمانجيين ويقول : ( لماذا دستم على على صناديق الاقتراع وإرادة الشعوب وانقلبتم على من اختارهم الشعب ) وهو بذلك يؤيد عن قصد أو عن غير قصد فكرة الاسلام السياسي باعتبار الديمقراطية هي مجرد انتخابات غير مزورة ، لا يا دكتور وأنا أراهنك بأن أي نظام ديكتاتوري يستطيع أن ينظم انتخابات نزيهة وقانونية ويأتي المواطن ويضع الاسم الذي يريده على ورقته دون اكراه مباشر من أحد ، ويستقدم كل لجان الأرض لمراقبة سير العملية وفرز نتائجها لضمان عدم التزوير ولو بصوت واحد ، والنتيجة ستكون ما أراده هذا النظام الديكتاتوري بالكمال والتمام ، والسبب واضح وجلي لمن أراد الانصاف ورؤية الحقيقة ، السبب أن الديمقراطية تعني من ضمن ما تعنيه حرية التنظيم السياسي والتعبير عن الرأي دون أي ترهيب وأنت تعلم يا دكتور فيصل أن الترهيب الفكري والاجتماعي هو من أخطر وأمضى أنواع الترهيب فليس للناس المؤمنة قدرة على مقاومة ترهيب أحزاب الاسلام السياسي لهم باسم الدين واتهامهم بالكفر ، الديمقراطية أن يقف المواطن وسط ساحة عامة وينظم مهرجانا انتخابيا دعائيا ضد مرشح السلطة دون أن تهاجمه ميلشيات رسمية أو غير رسمية وتكسر عظامه ، الديمقراطية أن يضع المواطن على ورقته الانتخابية اسما لا تريده السلطة ويضمن أنه سيعود لينام في بيته ولن يقتحم أحد بيته ليعتقله ويروع أبناءه ..... وأشياء كثيرة جدا ليس الصندوق إلا أقلها أهمية
يلمح الدكتور القاسم إلى عدة تجارب يعتقد أن الاسلام السياسي قد ظُلم بها ويمكننا أن نستعرض أهمها بعجالة
الجزائر : هل كان الاسلاميون ديمقراطيين حقا في الجزائر ؟ ألم يقولوا على لسان كبار قادتهم ومراجعهم السياسية آنذاك : أن هذه الانتخابات ستكون الانتخابات الأخيرة ؟ ومع رفضنا لسياسة الانقلابات والحكم العسكري ، السؤال المطروح هل قاتل الاسلاميون في الجزائر تحت شعار استعادة الديمقراطية وترسيخها ضد الحكم العسكري ؟ أم قاتلوا من أجل الحفاظ على فرصتهم في فرض مشروعهم السياسي الايديولوجي الاقصائي على مجموع الشعب الجزائري ، تحت اسم الديمقراطية ومظلة الدين ؟؟
مصر : هل تعتقد فعلا أن الاسلاميين فازوا ديمقراطيا في مصر ؟ ألم ينجحوا في اجهاض فكرة كتابة الدستور قبل الانتخابات من خلال ما أسموه غزوة الصناديق وفتوى القرضاوي التي وصف كل من لا يصوت لصالح الاخوان بأنه شاهد زور ؟ ألم يفوز مرسي وكل انتصارات الاخوان الصنادقية من خلال تصوير الأمر على أنه صراع بين فسطاط الكفر وفسطاط الايمان ؟؟ هذا دون أن ننسى طريقتهم في ركوب ثورة الشعب المصري وأن الحالة في مصر ما زالت في مرحلة الثورة والشرعية الثورية
تركيا : نعم ما يقال عن نجاح اقتصادي وسياسي في تركيا صحيح لحد بعيد ، لكن على المستوى الديمقراطي لا تنسى أن الاسلام السياسي في تركيا وصل إلى السلطة في بلد فيه تقاليد ديمقراطية راسخة وبعد تجربة فاشلة للإسلام السياسي حاول فيها الانقلاب على الديمقراطية ، لهذا نجد السيد اردوغان والذي يضيق ذرعا بالديمقراطية ، نجده يتململ ضدها ولكن بحذر شديد ومن يراقب الاحداث يدرك أنه يستغل أية فرصة ليبتعد عن الديمقراطية ويكرس نظرته الحقيقية في الحكم ، لكن كل من يزور تركيا يدرك وأنت يا دكتور فيصل تدرك أن مهمته ستكون قريبة من المستحيل
سوريا : لأسباب عديدة لا مجال لمناقشتها الآن تصدر الاسلام السياسي المشهد المعارض للنظام في سوريا عبر كتائب مسلحة ، وأنا هنا أدعو الدكتور القاسم لمراجعة المقابلات التي أجراها \" تيسير علوني \" على قناة الجزيرة مع قادة الكتائب المسلحة تلك ، وأرجوه أن يدلني على واحد من هؤلاء قال أنه يقاتل من أجل نظام ديمقراطي في سوريا ، وإن كان يعرف أحد حتى من أولئك المدعوين معتدلين فليدلني عليه ؟ كلهم يريدون دولة إسلامية وتطمينهم الوحيد للأقليات هو ( سماحة وعدل الأمير المسلم المرتقب ) أي سماحتهم وعدلهم هم ، لأنهم لا يرون بأنفسهم إلا ممثلي الله سبحانه على الأرض
كما قلنا لذاك ( العلمانجي ) الشاعر ، ها هي الملايين المؤمنة تخرج من الجوامع لتسقط الإخوان المسلمين في مصر وتسقط نظريتك معهم – أقصد نظرية الشاعر إياه – نقول لك يا دكتور فيصل : لا تراهن على ديمقراطية الاسلام السياسي ففاقد الشئ لا يعطيه


Viewing all articles
Browse latest Browse all 18645

Trending Articles