Quantcast
Channel: اخبار سورية - زمان الوصل
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18645

بين الوعر ووادي الذهب...يوم لا ينسى في حمص

$
0
0
يبدو أن تاريخ الأول من آب لن يمحى من عقول الحمامصة، وما مضى من أيام سابقة لذاك اليوم على قسوتها والدماء التي سالت فيها مجرد نكتة كتلك التي يطلقها أهل حمص أيام الأربعاء. 

أكثر من 150 قذيفة هاون، قصف بالدبابات والشيلكا، عدد من صواريخ أرض-أرض فوق رؤوس المدنيين في الوعر, عدا عن انفجار هائل لا مثيل له في تاريخ الثورة السورية في وادي الذهب الموالي للنظام بعد قصف الجيش الحر لأحد مخازن الأسلحة هناك.

البساتين مقابل المدنيين
بعد فقدانها أواخر نيسان الماضي، حاول الجيش السوري الحر بكتائبه المختلفة السيطرة على بساتين حي الوعر في محاولة لفرض واقع جديد في المدينة بعد سيطرة النظام على الخالدية منذ أيام قليلة، كل المؤشرات كانت تدّل على سير العملية بنجاح في ساعاتها الأولى، إلا أن طلوع الشمس قبل تحقيق الهدف المطلوب أفشل العملية، واضطر الثوار إثر ذلك إلى الانسحاب من البساتين.

رافق العملية مع صدّ النظام لها على الأرض قصف على المدنيين بالهاون والدبابات لم تشهد له المدينة مثيلاً من قبل، ردّ النظام العنيف كان واضح الرسالة والمدلول، أي مئات الآلاف من مدنيي الوعر رهينة لدينا وأيّ تحرك كبير للثوار سيقابله قصف مماثل ومجازر لن ترحم.

ضعف في التخطيط أم لامبالاة بالأرواح؟
إشارات كثيرة وجهت لبعض كتائب الجيش الحر في الوعر سابقاً، وإشارات أخرى وجهت وستوجه بعد عملية البساتين، منهم من أشار إلى ضعف التخطيط العسكري لقادة الكتائب في الحي ما أضطرهم إلى الانسحاب من جديد.

وآخرون كانوا أكثر حدّة بإشارتهم إلى الاستهانة بأرواح الناس بالانسحاب، فضعف التخطيط أزهق أرواح عناصر من الجيش الحر والمدنيين مجاناً ودون ثمن يستحق، "وليست هذه المرة الأولى" كما يقولون، فقصة الشهداء الذين ارتقوا في البساتين منذ شهور أربعة بسبب تهوّر بعض قادة الكتائب مازالت حيّة في الأذهان.

خائن للثورة، خائن مع النظام
أما ما يهمس به البعض حذراً بلفظ "الخيانة" فهو إشارة ثالثة وسبب آخر يعزوه هؤلاء لفشل عملية البساتين الأخيرة، خيانة لا تشبه تلك الخيانة في دلالتها المعروفة للجميع في التعامل مع النظام ضد الثورة، إنما خيانة إحدى المجموعات الثوريّة للعملية الأخيرة بسبب مصالح متضاربة أو آراء لا تتفق مع منفذي العملية، وربما لأسباب أخرى لن تكشف على المدى المنظور.

أما الخائنون المتعاملون مع النظام فهم كُثر والجميع مدرك للأمر، وليس أدلّ على ذلك ما فعله النظام بقصف صاروخ أرض -أرض على الوعر القديم مستهدفاً مقر أحد قادة الكتائب المعروفين في حمص، متسبباً بمجزرة استشهد فيها ما يزيد عن 20 شخصاً بينهم عائلة كاملة.

من لم يمت بالقصف مات بغيره
هذه الأحداث المتتالية العابرة للوعر بدءاً من تفجير السيارة المفخخة قبل أسبوع من اشتباكات البساتين، خلقت حجّة لدى النظام بإغلاق الحي أمام الداخلين والخارجين منه وإليه، والأكثر مرارة من ذلك هو إغلاق الحاجز أمام سيارات الخضار واللحوم والألبان في نهاية شهر رمضان، ما خلق أزمة جديدة في الحي، تمثلت بعدم توفر المواد الغذائية، وإغلاق محال الخضار خلال الأيام الماضية ما هو إلا دليل على ذلك, ويبدو أن اشتباكات البساتين ستزيد أيام الحصار إلى أجل لا يعلمه إلا الراسخون في القمع والظلم والقتل.

Viewing all articles
Browse latest Browse all 18645

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>