"سأرجع إلى حلب، بهدف التطوع في صفوف الشرطة الحرة"، لاشك أنها جملة صادمة، خاصة إن صدرت عن صبية حلبية في منتصف العشرينات، تقيم في إحدى أجمل المدن السياحية في العالم؛اسطنبول!.
"رزان.د" التي هاجرت وأهلها مؤخراً إلى تركيا، لم تعد قادرة على التكيف مع العيش بعيداً عن دوي الانفجارات، وهي حسب قولها لن تُقِدم على تعلم اللغة التركية أملاً في إيجاد عمل، يبقيها -حسب وصفها- على الهامش.
وتضيف: معظم صديقاتي يعملن في تركيا بمجال السياحة أو كنادلات في المطاعم، ولكني أبحث عن عمل يجعل مني بطلة.
وتقول رزان التي التقيت بها مصادفةً في إحدى أسواق اسطنبول: لا أحتمل متابعة أخبار أهلي في حلب على التلفزيون، كيف يمكن ألا أكون جزءاً فاعلاً فيما يحدث هناك؟!
وعلى الرغم من أن أفراد أسرة رزان يفضلون أن تبقى معهم في اسطنبول، إلا أنه في النهاية لم يكن أمامهم سوى الموافقة على رغبتها، التي من الواضح أنها لن تساوم عليها أبداً، خاصة أن خطيب رزان الذي يعمل في شرطة حلب بانتظارها هناك.
وتعلق رزان على ذلك: سنكون أول شرطي وشرطية متزوجين في حلب!
وتشرح رزان: والدتي قلقة من عودتي إلى حلب، ومن انضمامي إلى الشرطة الحرة، ولكني تمكنت أخيراً من إقناعها، فقدر الله سيقع سواء أكنت في حلب أو على سطح القمر.
وبحسب رزان، فإن خطيبها الذي انضم مؤخراً إلى صفوف الشرطة الحرة، أكد لها أنهم بحاجة إلى وجود شرطيات، نظراً لأن بعض المهام لا يمكن تنفيذها من قبل العناصر الذكور، مثل تفتيش النساء، والمشاركة في اعتقال النساء المخالفات للقانون، إضافة إلى ضرورة وجود شرطيات في عمليات المداهمة، مراعاةً لخصوصية وحرمة المنازل.
وتقول رزان: كنا نعيب فساد شرطة النظام، فما الذي يمنعنا، عن تجسيد نموذج جيد للشرطة في المناطق المحررة.
ولما سألنا رزان إن كانت تخشى من أن تتعرض بعض الجهات المتشددة، في حال عملت كشرطية في حلب، أجابت: سأكون بين أهلي وناسي، المرأة السورية منتجة منذ قدم التاريخ، ولن يتمكن أحد اليوم من حرمانها من حقها في العمل، وفي بناء المجتمع.
بقي أن نذكر بأن رزان، وعدتنا بإرسال صور لها بالزي الرسمي، لحظة انضمامها للشرطة، طالبةً نشرها على أوسع نطاق، أملاً بأن تكون زران قدوةً لغيرها من الفتيات، اللواتي يحلمن –حسب تعبيرها- بأن يكن بطلات.