Quantcast
Channel: اخبار سورية - زمان الوصل
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18645

علامات قيامة السويداء بين الانقلاب على مشايخ العقل وإقالة وفيق ناصر ووساطة زهر الدين

$
0
0
حتى الأمس القريب اعتقد كثيرون أن لا ثورة لأبناء السويداء، إلا أن الأحداث المتسارعة خلال اليومين الفائتين غيرت هذه القناعة، وذهب البعض إلى اعتبار أن "هبة الدروز" ستكون حاسمة في الثورة السورية.

وشهدت السويداء خلال الأيام القليلة الماضية انقلاباً لم يكن متوقعاً على النظام وأزلامه وأيضاً على مشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز، ممن عرف عنهم تبعيتهم للنظام، مذكرين بمواقفهم اليوم بمواقف السلطة الدينية خلال الاحتلال الفرنسي للبلاد حيث هدرت دم سلطان باشا الأطرش القائد العام للثورة السورية، وما أشبه الأمس باليوم، ولم تتحول ثورته إلى ثورة شعبية إلا بعد فترةٍ من الزمن.

* الشعرة التي قصمت..
ولعل الحدث الأهم الذي "قصم ظهر البعير" كما يقال هو استغلال الأمن "للزي الدرزي" إعلامياً، في حادثة السيدة التي رقصت وهي تحمل صورة بشار الأسد وهي ترتدي اللباس الخاص بالطائفة الدرزية، ليكون المشايخ وأبناء المحافظة وجهاً لوجه في مواجهة الشبيحة وقوات الأمن للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات.

وترتب على ذلك اعتقال الشيخ لورانس سلام وأخيه، وهنا حاولت بعض الصفحات الموالية للنظام، الترويج له بأنه من أهم "الإرهابيين" في المحافظة، الخبر الذي ما لبث أن تم سحبه من هذه الصفحات بعد تحرك المشايخ وتهديدهم للنظام إما إطلاق سراحه وإقالة وفيق ناصر رئيس فرع المخابرات العسكرية وإلا فستتحول السويداء إلى درعا جديدة وسيقتل ناصر على أرض الجبل.

ما لبث أن رضخ النظام لمطالبهم، بإطلاق سراح الشيخ سلام، موجهاً مشايخ عقل الطائفة لإصدار بيانٍ يستنكرون خلاله تحرك المشايخ الأصلاء، مؤكدين على أهمية التقيد بقرار تحريم إطلاق النار في الأفراح والأتراج تحت طائلة الحرم الديني، وتحريم حمل السلاح بالتزامن مع لباس الزي الديني لأي كان، والحفاظ على الأمن والأمان والتعاون مع الجهات المختصة لكشف الحقيقة، ومن واجب أي مواطن التعاون مع هذه الجهات لا أن يكون معوقاً لقيامها، كما رفضت مشيخة العقل أن تقدم غطاء دينياً لأي شخص يستغل لباس الزي الديني لارتكاب مخالفات تمس أمن المواطن والوطن.

*إقالة ناصر ووساطة زهر الدين
وأتى هذا البيان بعد زيارة عصام زهر الدين، رجل النظام الدرزي ورأس الحربة في العديد من المعارك الدائرة لقمع الثورة، للمحافظة.

وحسب المصادر فإن زهر الدين حاول استدراك الأمر، ومنع تحول الأحداث إلى مسارٍ لا يرغبه النظام في هذه الفترة الحرجة وخسارة أحد المحافظات التي يعتبرها سنداً له في الانتخابات المقبلة، إلى جانب توجيه النظام لوئام وهاب الدرزي اللبناني والذي حاول منذ بداية الثورة تجنيد أبناء الدروز وتسليحهم ليقفوا إلى جانب النظام، لزيارة المحافظة لامتصاص حالة الاحتقان.

كما رضخ النظام بإقالة وفيق ناصر من منصبه وتعيين علي طه بدلاً عنه رئيساً لفرع المخابرات العسكرية، لامتصاص حالة الغضب التي شهدها الشارع "الدرزي" من الرجل سيئ الصيت والسمعة والمتهم بقتل شباب من السويداء تحت التعذيب.

وعلى المقلب الآخر، لم يسكت هذه المرة المشايخ الأصلاء وأبناء السويداء على هذا الامتهان للكرامات، حيث أصدروا بياناً عزلوا خلاله مشايخ العقل، منتخبين شيخاً جديداً "أبو فهد وحيد البلعوس"، رئيساً وحيداً للهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين، عازلين بذلك المشايخ الثلاثة البقية "الشيخ حمود الحناوي، ويوسف جربوع، وحكمت الهجري" التابعين للنظام حسب ما وصفهم، حيث أعلنوا أن مشايخ العقل الثلاثة لا يمثلون إلا أنفسهم، واتهموهم بالارتهان للنظام، رافضين تسليم السلاح المدني لأنه "دفاعاً عن العرض والأرض"، كما رفضوا دخول وئام وهاب إلى السويداء.

الموقف الحاسم من قبل المشايخ الأصلاء ووقوفهم في وجه النظام وأزلامه، طرح السؤال الملح "هل اشتعلت شرارة الثورة في السويداء؟"، ما زاد من تفاؤل بعض ناشطي المحافظة بانتفاضة الجبل، بينما البعض الآخر يعتبر أن هواجس المحافظة "كأقلية" ما زالت تقف دون ذلك، إلى جانب أن الدروز إلى الآن ورغم تلك الأحداث المتسارعة لم يكسروا بعد حاجز الخوف، وهو الرأي الذي يتبناه أحد الناشطين في المحافظة والذي فضل عدم ذكر اسمه، مضيفاً أنه ورغم الكثير من الأحداث التي شهدتها المحافظة في السنوات الثلاث الماضية والتي ظن البعض أنها ستحقق انتفاضة الجبل، لكن هذا الأمر لم يحدث، فحاجز الخوف ما زال قائماً ليس فقط الخوف من ردة فعل النظام على أي تحرك من قبل أبناء الجبل، لكن الخوف من التغيير والذهاب إلى المجهول، والأمر زاد سوءاً هذه الأيام، بسبب الانزياحات التي تعاني منها الثورة في مسارها من جهة، ومن جهةٍ ثانية فيمكن التعبير عن الحالة بالمثل الشعبي الدارج "إن ما متت ما شفت مين مات".

* حماية الأقليات أم الاحتماء بهم
لكن ناشطين آخرين يعتقدون أن النطام وبرضوخه للمشايخ بدأ يستشعر اقتراب الخطر من هذه المحافظة، حيث يقول أحدهم فضل عدم ذكر اسمه، "إن النظام طيلة السنوات الماضية كان يعتبر نفسه حامياً للأقليات، في حين كان على الدوام يحتمي بهم وبوقوفهم إلى جانبه، لكنه على يقين أن ثمة في السويداء أصواتاً يمكن أن تقلب المعادلة رأساً على عقب، وللدلالة على ذلك يمكن الرجوع إلى انتفاضة السويداء في العام 2000 والتي لو توفرت لها الظروف الموضوعية كانت ستتحول إلى ثورة، لكن الزمان لم يكن مناسباً بعد، وحينها توعد الجهاز الأمني للنظام بتحويل السويداء إلى حماه، معتبراً أنها ليست أغلى من حماه "كما ورد على لسان علي مملوك في ذلك الوقت".

وبين هذا الرأي وذاك هناك من يعتقد أن للسويداء حكمة مستقبلية في موقفها، فهي المكان شبه الوحيد الآمن، وتدميرها دون تحقيق مقابل حقيقي للثورة سيكون كارثي وهي وجهة النظر التي يتبناها معارض ثالث من السويداء، حيث اعتبر أنه حتى الآن النظام مستمر في تدمير المدن التي تنتفض عليه، وتشريد من فيها، والسويداء أحد الأماكن الآمنة التي التجأ إليها آلاف المدنيين، والنظام لن تعنيه السويداء، في سياق حربه على كل من ينقلب عليه، وبالتالي لن يبقى هناك مدن أو محافظات يمكن أن تبقى ملاذ السويين الآمن، أو مدينة لتضميد جراح الحرب إن صح التعبير، لا سيما وأنه وبعد ثلاث سنوات من الثورة، لا تبدو الموجهات العسكرية قريبة من الحسم.

لكن هناك من يعتبر أن صمت السويداء على امتهان كرامة الجبل، وصمة عار لا يمكن تحملها، كما يقول أحد الناشطين، حيث يؤكد أن السويداء لم تنم يوماً على الذل، رغم حالة الاستكانة التي تعيشها في هذه السنوات، لكن لا بد من قيامةٍ لهذه المحافظة، ويعتبر الناشط أن أول الغيث هو الوقوف في وجه السلطة الدينية التي غالت في تبعيتها للنظام، تحت ذريعة عدم إمكانية تحملهم وزر ما سيحدث للسويداء إذا ما انقلبت على النظام.


محلي


"الدروز والثورة السورية".... ملف يجمع أهم مانشرته "زمان الوصل" عن تدرج الأحداث في السويداء
2014-04-14
تنشر "زمان الوصل" في هذه الصفحة أهم التقارير التي نشرتها سابقا عن أحداث مدينة السويداء... وسيتم تحديث الصفحة باستمرار... ولعل تقرير "شرارة ثورة في جبل العرب؟.. وفيق ناصر في السويداء على خطى عاطف نجيب بـدرعا" هو الأهم بين...     التفاصيل ..


Viewing all articles
Browse latest Browse all 18645

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>