قدم أهالي السويداء تبرعا إنسانيا لأحرار الساحل، معبرين خلاله عن وقوفهم إلى جانب الثورة في الساحل القائمة حالياً، في نقضٍ واضحٍ لادعاءات النظام بوقوف الأقليات إلى جانبه.
"لمعركة الساحل أهمية خاصة باعتبارها تضرب معقل الأسد وهي مطلب لثوار سوريا أجمعين"، هذا ما يؤكده لنا أحد الناشطين من السويداء والمشرفين على عملية التبرع، مشيراً إلى أن للثورة جذورا واحدة في عموم المناطق السورية، وهو الأمر الذي دفع أبناء السويداء لتقديم هذا الدعم، رافضين ادعاءات النظام اتجاه الأقليات والتي أصبحت ممجوجة ومكرورة وعفنة لا يخفى على أحد كذبها وزيفها، حسب الناشط الذي فضل عدم ذكر اسمه.
كما يحاول الناشطون عبر هذا التبرع الرد على شيخ العقل حكمت الهجري في تعزيته بـ هلال الأسد، ويعتبر الناشط أن هذا الفعل كان بمثابة "التشبيح"، وسبق لتنسيقية السويداء أن تبرّأت من هذا الفعل حيث قالت:" هلال الأسد الذي يتبرّأ منه الموالي قبل المعارض نظراً لسجلّه الإجرامي الحافل بالموبقات، هلال الأسد الذي لم يكن ينصاع لا لعرف ولا لقانون ولا لدين، ببساطة ينعيه رجل الدين الشيخ حكمت الهجري! واصفاً إيّاه (بأنه الشهيد البطل مثار فخر واعتزاز لكل أبناء الوطن)، وهذا التصريح لا يصدر إلا عن ذنب من أذناب النظام وهو لا يمثل إلا نفسه، وأحرار السويداء منه براء".
وحول وجهة نظرهم بمعركة الساحل يشير الناشط إلى أنها "ساهمت برفع معنويات الثوار وتعزيز الكرامة الطامحين إليها، وحتى لو توقفت معركة الساحل اليوم، فإنها حققت انتصاراً كبيراً ومهماً لكرامة السوريين".
ولا يأتي هذا التبرع لتسجيل المواقف، إنما للتأكيد على وحدة الشعب السوري ووقوف كل السوريين على اختلافهم إلى جانب الثوار، والتأكيد على وحدة الشعب السوري منذ انطلاقة الثورة إلى الآن.
أما كتيبة موسى بن نصير التي نشرت شكرها لأهالي السويداء باسم عن أحرار الساحل، فقد كتبت: "سوريا حكاية طويلة يصعب على غير السوري فهم تفاصيلها: بالرغم من كل ما فعله ويفعله النظام البائس المنحل لفرط العقد السوري إلا أنه يفشل كل يوم بفضل الحس الوطني المتأصل عند الشعب السوري، فقد هبت اليوم علينا نسمات من السويداء التاريخ والمجد والبطولة، فعلى الرغم من كل التصنيف أبى أبناء السويداء إلا أن يشاركوا إخوتهم الثوار في معركة الساحل أبوا إلا أن يكون منهم معتصم بحبالها داعماً مؤازراً بما تيسر مؤكداً على أن الوطن ليس بالمذهب بل بالوطنية والإحساس الوطني وبالمشاركة الفاعلة، ولأن النظام أراد لهم أن يبقوا على يسار الثورة كان منهم من وقف وبشجاعة على أيمن الطريق والموقف، متحدياً كل الصعاب على أمل أن يشهدوا ربيع الانتصار ويكونوا صانعين له كما كانوا عبر التاريخ، شكراً لأحرار السويداء ولأبنائها أهل الواجب والنخوة والرجولة".