Quantcast
Channel: اخبار سورية - زمان الوصل
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18645

شباب حلب.. طلاب الأمس رجال الدفاع المدني اليوم

$
0
0
ترك "حسان" تعليمه الجامعي، ليلتحق بدورات الدفاع المدني التي تُقام بشكل دوري في اسطنبول.. فبرأي حسان لم تترك الأحداث المتصاعدة في مدينته -حلب- أمامه أي خيارات، فالجامعة التي تعلم في مدرجاتها مبادئ هندسة العمارة، هي ذاتها التي صدح الطلاب بين أروقتها بكلمة حرية، وهي ذات الجامعة التي سقط العديد من طلابها بسبب البراميل المتفجرة ولذلك لم يعد أمام حسان سوى ترك كلية "هندسة العمارة" في سنته الدراسية الأولى ومن أجل الانضمام إلى صفوف الدفاع المدني..

وتكمن المفارقة برأي حسان أنه كان يتعلم كيف يستخدم الحجارة لبناء مدينته، وهو اليوم يتعلم كيف ينقذ الأرواح من تحت الحجارة المهدمة.. 

"إنه قدري الذي رسمته لي براميل النظام الحاقدة".. يقول حسان معبراً عن رضاه بمهنته الجديدة.. وعندما سألناه إن كان سيرجع إلى مدرجات كيلة هندسة العمارة بعد سقوط النظام، أجاب: في كل يوم أشعر أنني أكبر مئة عام.. وأشعر أن أحلامي الماضية صارت بعيدة عني كثيراً..وهي لم تعد تشبهني، فأنا نسيت أني في يوم من الأيام أردت أن أكون المهندس حسان…

بروفة لمحاكمة الأسد
على عكس حسان، قرر أكرم عدم الاستسلام لقدر براميل النظام، ومعاودة الدراسة في كلية الحقوق، فور سقوط النظام واستقرار الأوضاع، ويقول أكرم: أحاول المداومة على قراءة كتبي التي كنت أدرس بها في كلية الحقوق.. لا أريد أن أنسى المعلومات التي تعلمتها في الكلية..فأنا اليوم في مهمة مؤقتة لخدمة أهلي، وبعد زوال الخطر، ستكون أمامي مهمة المساعدة في إقرار العدالة ومحاسبة المجرمين.

ويضيف: لن أسمح للنظام بسرقة حلمي بأن أكون محامياً، كفاه ما سرق من عمرنا وخيراتنا وشهدائنا، لن يكون حلمي أحد غنائمه.

أكرم كان قريبا جداً من حلمه، عندما اضطر إلى التوقف عن الدراسة في السنة الرابعة، ولم يعد طالباً بل عنصراً في الدفاع المدني.

ويحكي أكرم قصة عمله في الدفاع المدني: سقطت قذيفة على أحد البيوت المجاورة لمنزلي، فساعدت أنا وشباب الحي بإخراج سكان المنزل من تحت الأنقاض، ويضيف: رغم أننا ظننا أن أحداً لن يخرج حياً من تحت أنقاض ذلك المنزل، إلا أننا تمكنا من إخراج كامل الأسرة على قيد الحياة.. وحينها شعرت بنفسي كأنني بطلٌ، لأنني أنقذت عائلة بأكملها، الأمر الذي شجع أكرم على الانضمام إلى شباب الدفاع المدني.

ويخصص أكرم ساعة أو ساعتين من وقته أسبوعياً للاجتماع مع من تبقى من زملاءٍ كانوا معه في الكلية، حيث يجتمع معهم ليعيدوا مراجعة المعلومات التي درسوها.

ويوضح أكرم: كثيراً ما نمثل أنا وأصدقائي محاكمة بشار الأسد والمتعاونين معه، فننقسم إلى هيئة المحكمة ومحامي الدفاع ومحاميبن إلى جانب الشعب والمتضررين.

ومؤخرا صار أكرم يدعو زملاءه في الدفاع المدني لحضور المحاكمات الافتراضية التي يمثلها وأصدقاءه المحاميين..

أمسيات شعرية بين الأنفاض
ولأن معظم المنضمين في فرق الدفاع المدني في حلب، هم شباب و طلاب سابقون، فإن المرح غالباً مايجد طريقه إلى اجتماعاتهم، رغم كل المشاهد واللحظات المحزنة التي يعيشونها خلال عملهم، "نحاول قدر الإمكان أن نتذكر بأننا مازلنا طلابا وشبابا"..هذا ما يحاول أيهم فعله من خلال دعوة بعض زملائه في الدفاع المدني لأمسية شعرية يحييها أيهم واثنان من زملائه في كلية الأدب العربي سابقاً وفي الدفاع المدني حالياً، ويضيف: نحاول أن نجتمع كل خميس في منزل أحدنا، ونستمع لكلمات شعر التي نؤلفها خصيصاً لهذه الأمسيات.

ويبيّن أيهم أنه وزملاؤه الشعراء قرروا الاحتفاظ بالأشعار التي كتبوها ريثما يتمكنوا من طباعتها في ديوان واحد لاحقاً، عندما تستقر الأمور ويرجع كلٌ منهم إلى كليته ومهنته.

وإلى أن يحدث ذلك.. يأمل أيهم ألا تسرق منهم قسوة الظروف شغف الشعر وحب الحياة..

Viewing all articles
Browse latest Browse all 18645

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>