Quantcast
Channel: اخبار سورية - زمان الوصل
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18645

الدولة تهاجم الجولاني بعنف.. أمير منشق فرحت بخطابه خارجية أمريكا

$
0
0
نقل تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" معركته مع مناهضي نظام بشار الأسد إلى مربع جديد، عندما انبرى أحد قادة التنظيم لتدبيج "رسالة" مطولة تتجاوز 4 آلاف كلمة، ضمنها نقدا واضحا لخطاب زعيم جبهة النصرة "أبو محمد الجولاني" الأخير، الذي اعتبر أن "الدولة" انتهجت "سياسة خاطئة كان لها دور بارز في تأجيج الصراع" بين كتائب إسلامية وتنظيم الدولة.

الرسالة التي اطلعت زمان الوصل على نسخة منها، ولخصت أهم ما جاء فيها، جاءت تحت عنوان "الثمر الداني في الرد على خطاب الجولاني"، حيث سطر أحد أهم قادة "الدولة" في سوريا الملقب "أبو همام الأثري" ردا مطولا على الجولاني، سماه خلاله "الأمير المنشق"، في كناية عن خروج الجولاني على طاعة أبي بكر البغدادي زعيم "الدولة".

وأبو همام الثري هو لقب القيادي "بكر بن عبدالعزيز"، وهو بحريني الجنسية، ومن المتعصبين لـ"إمارة" و"إمامة" البغدادي، وقد سبق لـ"الأثري" أن قال بوجوب إلزام "المجاهدين بمبايعة البغدادي.

ومما قاله الأثري في مقدمة رسالته: "استمعت كما استمع إخواني, إلى بيان الشيخ أبي محمد الجولاني –هداني الله وإياه- الموسوم بـ"الله الله في ساحة الشام". فكان لي عليه بعض التعليقات المهمة, نصيحة للأمة في هذه الظروف المدلهمة، وهي بالطبع لا ترضي المتعصبين, ولا أنصاف المتعلمين, ولا الدكاترة المعممين! ورضاهم من عدمه لا يهم أبو همام, فليس لأجلهم كتب ولا فيهم هام!

همز وشماتة ووقاحة
وأضاف الأثري: "آلمنا جميعاً ما يحصل لإخواننا في الدولة الإسلامية في العراق والشام من حرب إعلامية وحرب عسكرية على السواء, وزادنا ألماً وحرقة تخاذل الأصدقاء.. زد على تخاذل الصديق, ونكوص الرفيق, ما وقع فيه العديد من شرعيي "جبهة النصرة" من شماتة واضحة, في هذه الأحداث الفاضحة! كنحو تغريدات سلطان بن عيسى العطوي, فصفحته في التغريد سوداء كالحة, همز ولمز وشماتة ووقاحة! وهذا ليس بغريب عليه إذ أنه خارج من بوتقة السرورية, ولكن الغريب أن توكل لمثله الهيئة الشرعية!
وقسّم "الأثري" نقده لخطاب "الجولاني" إلى 3 محاور، سمى أولها "الخطأ في تشخيص الداء, ووصف الدواء"، ومما قال الأثري في هذا المحور: إن مما فجع إخوة المنهج والإيمان, في كل قطر ومكان, استدلال بعض المعاصرين بالنتائج على صحة الوسائل من عدمها!، فيعمد الأمير المنشق وبعض شرعييه إلى القول ببطلان طريقة الدولة الإسلامية بسبب تكالب الأعداء عليها, واتحادهم على حربها!
ومن ذلك قول الشيخ أبو محمد الجولاني -هداني الله وإياه-: "كما أن السياسة الخاطئة التي تتبعها الدولة في الساحة كان لها دور بارز في تأجيج الصراع"!.

فنقول رداً على هذه الفاجعة, وجواباً على هذه الباقعة:
أولا- هل تكالب الأعداء وشدة البلاء قرينة على صحة الطريق أم بطلانه؟! إن شدة البلاء, وتكالب الأعداء, في الأعم الغالب, تُعد من المناقب لا المثالب.. والعكس –غالباً- بالعكس؛ فحب الأعداء للمرء وحزبه, ومسالمتهم له دون حربه, قرينة على سلاسته في المواقف معهم, ولين جانبه لهم!
فإن كان من مطعن على جماعة فأولى الناس به "جبهة النصرة", إذ غدت محل إعجاب وتزكية أمثال الأستاذ عدنان العرعور والدكتور شافي العجمي وغيرهم, بل إنه –وللأسف الشديد- قد فرح بخطاب الشيخ أبي محمد الجولاني –هداني الله وإياه- المردود عليه؛ الفريق التواصلي لوزارة الخارجية الأمريكية على برنامج التغريد وقاموا بنشره!
ثانياً: هل الهزيمة المادية في المعركة دليل على سوء وخطأ الطريق؟! 
يُخطأ من يظن أن كل هزيمة مادية في معركة أو معارك هي لسبب بدعة أو خطأ أو عصيان, فيسعى جاهداً لتغير طريقته الأولى عند أول عقبة أو فتنة أو امتحان!
ثالثاً: هل تاريخ الجهاد المعاصر يؤكد ما قررناه –آنفاً- أم ينفيه؟!
إن سبب البلايا والمصائب في ساحة الشام هو خروج الشيخ أبو محمد الجولاني -هداني الله وإياه- على أميره, وانشقاقه بمن معه من "جبهة النصرة", وهذه حقيقة قاسية مرة!
مما شجع غيرهم على التمرد, وجرأ السفهاء على التطاول على أمير المؤمنين أبي بكر البغدادي حفظه الله وعلى مشروع الدولة الإسلامية!
ولسان حالهم: "إذا كان واليكم على الشام خرج عليكم, وانشق عنكم, فكيف تطالبوننا بالتلاحم معكم, والانضمام إليكم؟!".

وفي المحور الثاني من انتقاده لخطاب "الجولاني" تعرض "أبو همام الأثري" لما سماه: "الخطأ في الحكم على الجماعات المحاربة للدولة الإسلامية, وتوصيف الاقتتال الحاصل في الساحة الشامية"، فاعتبر "الأثري" أن الجولاني أتى بكوارث في كلامه، فقال (أي الجولاني) ما نصه: "ونحن إذ نعتقد بإسلام الفصائل المتصارعة, رغم استغلال بعض الأطراف الخائنة للحالة الراهنة, لتنفيذ مأرب غربي, أو مصلحة شخصية واهنة!"، وقال أيضاً: "وعليه فإن القتال الحاصل نراه في غالبيته قتال فتنة بين المسلمين". وقال أيضاً: "أما بالنسبة لنا أولاً: كما ذكرنا أن هذا القتال قتال فتنة بين المسلمين..".

وتابع "الأثري": وهذا الكلام إما أن يُقال إنه متشابه –إن أحسنا به الظن- وأن للشيخ أبي محمد الجولاني كلاماً محكماً في مجالسه الخاصة يقول فيه بكفر بعض الطوائف المقاتلة للدولة الإسلامية! وإما أن هذا كلامه المحكم الذي يرد غيره إليه, فيكون قد وقع في بدعة الإرجاء –من حيث علم أو لم يعلم-!
فكيف توقف الشيخ أبو محمد الجولاني –هداني الله وإياه- عن تكفير من يسعى لتحكيم الديمقراطية؟! كيف توقف عن تكفير من ناصر الكفار من الغربيين والمرتدين على الدولة الإسلامية؟!
قال الشيخ المجاهد أبو محمد العدناني حفظه الله: "إن الدولة الإسلامية في العراق والشام تعلن أن الائتلاف والمجلس الوطني مع هيئة الأركان والمجلس العسكري طائفة ردة وكفر".

وأما وصف الشيخ أبو محمد الجولاني –هداني الله وإياه- لهذا القتال بأنه "فتنة"؛ فإن أراد المعنى اللغوي للفتنة فقد أصاب.. وأما إن أراد بالفتنة المعنى الشرعي –وهذا الراجح مما أراده من كلامه لسياقه وسباقه ولحاقه- فقد أخطأ أيما خطأ!.. فإن من لم يلحقه وصف الردة والكفر من الجماعات والأطراف المحاربة للدولة الإسلامية؛ فهو بين ثلاث حالات:
الحالة الأولى: أن يكون من البغاة.. ولا يشك أحد أن هؤلاء الجماعات هم من بدؤوا الدولة الإسلامية بالقتال, بل أخذوها على حين غرة كما يفعل أهل الغدر الأنذال.
وأحكام قتال البغاة مبسوطة في مظانها من كتب الفقه.

الحالة الثانية: أن يكون من الصائلين، ومن اللطيف أن الشيخ أبا محمد الجولاني –هداني الله وإياه- أقر بهذا القدر من المسألة في كلمته فقال: "ولا يمنع هذا من أن يدافع المرء عن نفسه في حال تعرض لاعتداء بقدر ما اعتدي عليه".

وقد رأى العالم بأسره ما نشر عبر وسائل الإعلام المختلفة من تصاوير توضح صيال هذه الجماعات على الدولة الإسلامية في مقراتها وإنزال راية التوحيد, ورفع رايات وطنية جاهلية! 
بل قد بلغنا عن بعضهم أنهم ينزلون راية التوحيد ويدهسونها بأقدامهم، فاللهم سلم سلم!
وأحكام دفع الصائلين مبسوطة في مظانها من كتب الفقه.

الحالة الثالثة: أن يكون من أهل الحرابة وقطع الطرق, وقد تواترت الأخبار أن هذه الجماعات قامت بقطع الطريق, ومن مسكته من جنود الدولة الإسلامية سواء كان من المهاجرين أو الأنصار قتلته صبراً, بل حدثني أحد الثقاة ممن نجاه الله بخدعة, أنهم في بعض الطرق جعلوا قليبين, أما القليب (البئر) الأول فيرمون فيه المهاجرين بعد قتلهم, وأما القليب الثاني فيرمون فيه الأنصار بعد قتلهم!
وأحكام أهل الحرابة وقطاع الطريق مبسوطة في مظانها من كتب الفقه.

وختم الأثري رسالته بالقول: كنا بفضل الله تعالى ننصح أحبابنا سراً لا علانية, غير أننا بتنا وكل شيء مكشوف أمام الأمة الإسلامية!، فبات الناس –كل الناس- يتكلمون عن "قاعدة" متشددة غالية, وأخرى متساهلة وسطية!
أما "القاعدة" التي نبزوها –زوراً وبهتاناً- بالتشدد والغلو في الدين, فهي الأصل الثابتة على منهج السابقين! وأما "القاعدة" التي قابلوها بالثناء والترحيب, فهي التي تتكلم في الترغيب دون الترهيب!، حتى قبلها المرجئة والجامية, وزكاها أغلب السرورية! فلا بد من وقفة صادقة مع هؤلاء نذكرهم بمذهب أهل السنة, حتى لا تغرق السفينة!


Viewing all articles
Browse latest Browse all 18645

Trending Articles