إذا فقدت أعصابك الهادئة أو تؤرقك ذكريات حزينة أو سيئة بامكانك حاليا محوها والتغلب على نوبات الاكتئاب التي تعانيها من خلال الصدمات الكهربائية.
فقد اكد فريق من الباحثين الهولنديين على أن التدخل الطبي بواسطة العلاج بالكهرباء يمكن أن يساعد في الحد من استهداف الذكريات السلبية محددة في المرضى الذين يعانون من نوبات الاكتئاب وفقا لبحث جديد.
واستعان الباحثون بالعلاج بالصدمات الكهربائية ليتم تمرير نبضات كهربائية إلى خلايا المخ بواسطة أقطاب كهربائية توضع على فروة الرأس تنشيط الخلايا المضطربة فيها والمسببة للاكتئاب الذي يمكن ان يتطور ويؤدي الى الانتحار.
وكشف "ماريغين كروس" عالم الأعصاب في جامعة "نيميغن" الهولندية أنه خلال رشق النبضات الكهربائية لخلايا المخ تقوم بمحو الذاكرة السلبية للمرضى.
وأظهرت المتابعة ان جلسات الصدمات لكهربائية قد ساهمت بشكل كبير في تخفيف شدة حالات الاكتئاب بين المرضى ومحو عدد من الذكريات المؤلمة مثل حوادث السيارات المروعة أو الاعتداءات الجسدية.
ويبدو ان الادوية المضادة للاكتئاب لها اثار محدودة جدا في مواجهة عوارض الاكتئاب الطفيفة او المعتدلة ولا تحدث فرقاً فعلياً الا في معالجة حالة الاكتئاب الخطيرة كما اظهرت نتائج دراسة نشرت وخلصت الى انه من الافضل معالجة هذه الحالات بأدوية بديلة.
وقال الدكتور غاي فورنييه من جامعة بنسلفانيا (شرقاً) المعد الرئيسي لهذه الدراسة ان الادوية المضادة للاكتئاب تعتبر القاعدة لمعالجة عوارض الاكتئاب الخطيرة وتعطي نتائج في هذا المجال لكن ليس هناك مؤشرات عديدة تثبت ان لها فوائد علاجية في حالات الاكتئاب المعتدل او الطفيف.
واجرى الباحثون تحليلاً لنتائج ست تجارب سريرية موسعة شملت 718 من الراشدين، تم خلالها مقارنة مختلف انواع الادوية المضادة للاكتئاب فيما اعطي المرضى مهدئات، وادخل بعض المرضى الى المستشفيات.
واوضح الدكتور فورنييه ان "الاثار الفعلية لهذه العلاجات المضادة للاكتئاب مقارنة مع المهدئات كانت غير موجودة او بسيطة جداً لدى المرضى الذين يعانون من حالات اكتئاب طفيف او معتدل فيما كانت قوية جداً لدى المرضى المصابين بحالات اكتئاب خطيرة جداً".
وقال معدو الدراسة التي نشرت في "جورنال اوف اميركان ميديكال اسوسيشن" بتاريخ 6 كانون الثاني/يناير "النتيجة المفاجئة لتحليلنا هي ان المرضى يجب ان يكونوا مصابين باكتئاب خطير جداً لكي تكون الادوية المعالجة للاكتئاب فعالة بشكل صحيح، في حين انه يتم وصف هذه الادوية بانتظام لغالبية الاشخاص الذين يعانون من اكتئاب طفيف او معتدل".
واضاف الدكتور فورنييه ان "الاطباء الذين يصفون هذه الادوية والمشرعين والمستهلكين قد لا يكونون واعين لواقع ان فاعلية الادوية ثبتت الى حد كبير على اساس تجارب سريرية شملت بشكل حصري اشخاصاً يعانون من الانواع الاكثر خطورة من الاكتئاب".