Quantcast
Channel: اخبار سورية - زمان الوصل
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18645

النظام يأكل شبيحته لحماً ويرمي عائلاتهم عظماً

$
0
0
نشرت وكالة الأنباء الألمانية تقيرا عن معاملة نظام بشار الأسد للشبيحة الذين يتسبب في مقتلهم، ثم يزدري عائلاتهم، ولايلتفت لهم؛ لتتبين هذه العائلات أنها فقدت أبناءها ولم تحصل أي مكسب مادي كانت تطمع به. 

يكاد لا يمر يوم في العاصمة السورية دمشق دون أن يتم تشييع أحد عناصر الشبيحة الذين يسميهم النظام "قوات الدفاع الوطني"، وهي ميليشيا مسلحة أفرادها من مدنيين تم تجنيدهم للقتال ضد الثوار، والحاجة والعوز كانا الدافع وراء انضمام العديد إلى هذه المليشيا، بيد أن حتى هذا الخيار سرعان ما قد يودي بحياتهم، دون تحصيل أي مكاسب أخرى.

في فترة الظهيرة قبل يومين، سمع إطلاق نار كثيف في منطقة دويلعة بدمشق، لم تكن معركة ضد الثوار، بل كان تشييعا لشاب من أهل الحي، انتسب إلى "جيش الدفاع الوطني"، وقتل في منطقة حتيتة التركمان بريف دمشق، التي شهدت معارك واشتباكات عنيفة منذ فترة.

يقول أحد معارف الشاب القتيل وجاره أبو سامر: "الشاب الذي رحل يبلغ من العمل نحو 25 عاما ، متزوج وأب لطفلين..لقد أجبرت الحاجة هذا الشاب إلى اللجوء إلى خيارات كان معظمنا يستبعدها حتى وقت قصير، فالانخراط مع اللجان أشبه بانتحار، فلا أحد يعرف أين المهمة القادمة التي يجب أن يذهبوا للقتال فيها بعد انتهاء المهمة السابقة، حياتهم تحولت إلى حرب مسلحة ولا شيء سوى ذلك".

و يضيف "أبو سامر" و هو رجل في منتصف عقده الخامس: "سوء الأوضاع وصعوبة تأمين لقمة العيش يدفع لذلك غالبا، لم تطل مدة انضمامه حتى كان على موعد مع الموت الذي حرم أطفاله وزوجته منه ومن إعالته لهم".

ولجأ نظام بشار الأسد إلى تشكيل مجموعات مسلحة تحت مسمى "اللجان الشعبية" لحماية مناطق سكنهم، من دخول الثوار إليها، قبل أن يتوسع هذا الاسم ويصبح "قوات الدفاع الوطني"، ليصبح تشكيلا عسكريا كبيرا، يكلف عناصره بمهمات قتالية في مناطق ساخنة أخرى، في معظم الأوقات.

الإغراءات للانضمام تكون كبيرة، تبدأ من مرتب شهري إلى نفوذ وسلطة وحرية حركة، فضلا عن غض الطرف من قبل المسؤولين عنهم، عن أي ممارسات أخرى من سرقة أو الاستيلاء على ممتلكات غصبا.
أبو محمود، في الثلاثينيات من عمره، وأب لأربعة أطفال، اعتقل عدة مرات من قبل أجهزة الأمن ، قبل أن يقرر الالتحاق باللجان الشعبية في منطقة ركن الدين كي يتخلص من ملاحقة الأمن أولا وللحصول على مرتب شهري ثانيا يعيل به عائلته، لكن الموت لم يمهله سوى 4 أيام، حيث كان على موعد معه في جوبر على أطراف دمشق.

تقول هدى سليمان وهي إحدى قريباته في المنطقة: "لقد اختفى أبو محمود في جوبر عندما نشبت معركة بين مجموعته ومجموعة من الثوار بالقرب من برج المعلمين في الحي، قبل أن يتم قصف المنطقة بالكامل ليدفن مع عشرات غيره تحت الركام".

وتتابع: "حاولت أمه دون جدوى الحصول على جثته، وذهب عدة مرات إلى مشاف في دمشق وصلتها جثث لعناصر في الدفاع الوطني في محاولة للعثور عليه، قبل أن يخبرها أحد العناصر أن لا تعيد المحاولة لأن جثة ابنها سحبت مع عشرات غيرها، وتم دفنهم في مقبرة جماعية بضواحي دمشق".

ويبدي الكثير من أقارب أو أهالي عناصر تطوعوا في "اللجان الشعبية" وقتلوا لاحقا ندمهم على السماح لأقربائهم بالالتحاق بها، مبررين ذلك بقولهم: "خسروا حياتهم وفقدت عائلتهم معيلهم دون أي تعويض".

ولا تتلقى عائلة أي شخص التحق بـ"قوات الدفاع الوطني" أي معاملة خاصة بعد وفاته، حيث أن لا حقوق له مثل قتلى جيش النظام، والذين تتلقى عائلاتهم راتب شهريا إضافة إلى ميزات إضافية لأفرادها.

وسبق أن أثار الموضوع نائب في برلمان النظام، حيث طالب خلال جلسة استجواب للحكومة بلفت النظر إلى ذلك، مشيرا إلى أنه يوجد المئات من عناصر "الدفاع الوطني" الذين قتلوا ولم تتلق عائلاتهم أي مساعدة مالية أو غيرها.

وتبقى والدة "أبو محمود" تحاول العثور على جثة ابنها، دون جدوى، مع استمرار تشييع قتلى "قوات الدفاع الوطني" بإطلاق رصاص كثيف، وتضم صورهم إلى صور آخرين قتلوا في ذات الظروف، دون تحصيل أي فوائد لأهاليهم بعد وفاتهم.

Viewing all articles
Browse latest Browse all 18645

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>