أن يكتب بعض الإعلام الأجنبي (غير العربي) عن الواقع في سوريا وكأنه يكتب من كوكب آخر، فذلك غير غريب عنه لقلة تواصل ذلك العالم وصحافييه مع المنطقة العربية أولا، وإصرار الغرب على أن ينظر إلى جميع الأمور من منظاره وبمقاييسه هو.
أما أن يكتب إعلام "عربي" عن الوضع في سوريا، وكأنه آت من زحل أو المشتري، فهذا قمة العجب، ومن ذلك ما ادعاه موقع "اليوم السابع" المصري، الغني عن التعريف لشدة شهرته.
يقول الموقع في آخر
أخباره "المهمة جدا!" من سوريا، وتحت عنوان "حمص تغني وترقص وتنبض بالحياة على أنغام ناصيف زيتون": رغم أن دقات طبول الحرب على أبواب سوريا بسبب التهديدات الأمريكية، إلا أن الشعب السوري شعب يحب الحياة، يحاول أن يتغلب على أحزانه بأي طريقة وحتى لو ساعة واحدة فقط، فهو يأمل في غد مشرق وجديد، وهو ما تمثل في حفل أمس الذي أحياه المطرب السوري ناصيف زيتون بمدينة حمص مشتى الحلو في مطعم الشرفة بسوريا، حيث حضر الحفل الذي أقيم بمناسبة عيد الصليب حوالي 850 شخصا، بالإضافة إلى عدد آخر كبير لم يستطع الدخول بسبب امتلاء القاعة.
ويطمئئنا كاتب الخبر: امتد الحفل حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، وربما هذا هو الحفل الفني الغنائي الوحيد الذي يقام منذ فترة طويلة في سوريا، ويحقق إقبالا جماهيريا في ظل ظروف وأوضاع سوريا الراهنة.
وهنا لابد لـ"زمان الوصل" أن تسأل بكل عفوية ومباشرة إن كان الذي كتب الخبر "صحافيا" أو زبونا من زبائن علب الليل؛ لأنه لم يكتف بالتعامي عن حمص المذبوحة من الوريد إلى الوريد، بل ادعى أنها "تغني وترقص".. كل حمص تغني وترقص!، كما إن كاتب الخبر لم يذكر قط ما يجري في سوريا من قتل وتدمير (بغض النظر عن القاتل طبعا، التزاما بالحياد والمصداقية!).
ففي مقدمة الخبر ليس هناك ما يهدد ميل السوريين لـ"البسط" سوى التهديدات الأمريكية، وفي نهايته نعرف أن الحفل هو الأول من نوعه منذ فترة طويلة في ظل "ظروف وأوضاع سوريا الراهنة".. فالمسألة كلها لاتتعدى "ظروفا وأوضاعا راهنة".. فلا حرب ولادمار ولا قتل ولا تشريد ولا ذبح ولاتعذيب.. ولا هم يحزنون
لايلام "الذئب" في عدوانه!