Quantcast
Channel: اخبار سورية - زمان الوصل
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18645

زمان الوصل تكشف الإطار القانوني المحتمل للهجوم على بشار، وكيف وقع بوتين على معاقبة حليفه قبل 60 يوماً

$
0
0
قبل شهرين ونيف وتحديدا قبل 60 يوما، ظهر "القيصر الروسي" فلاديمير بوتين منتشيا بخمر "الانتصار" على السبعة الكبار، وفرضِ رأيه المتصلب على جميع الزعماء المجتمعين، وعلى رأسهم نظيره الأمريكي باراك أوباما.

لعب "بوتين" ببراعة وعناد شديدين دور "محامي بشار الأسد"، في اجتماع قمة الثماني، واستطاع هو وطاقمه المعاون -أو هكذا ظن- "قصقصة" أي جناح يمكن أن يجعل البيان الختامي للقمة واضحا وحاسما وعمليا، حتى إن الزعماء السبعة لم يخفوا استياءهم البالغ من هذا التعنت البوتيني، وهددوا بإصدار البيان بدون توقيع روسيا.

لكن الذي حصل في اللحظات الأخيرة أن "سبعا كبارا" رضخوا للثامن الروسي، ووقعوا البيان الذي فرضت موسكو رؤيتها فيها، خصوصا فيما يتعلق بمصير الأسد، واستخدام الكيماوي الذي كان قد بدأ حينها يطفو على السطح، مع قيام بشار بضرب غازات سامة في عدة مناطق، ولكن على نطاق ضيق.

وقع الثمانية الكبار بيانهم الختامي في 18حزيران/يونيو 2013، فانتشى بوتين وانتفش من ورائه بشار، ربما دون أن يدري الأول الذي كان يستميت في الدفاع عن شريكه أنه وقع على صك معاقبة الشريك، وأعطى للمجتمع الدولي "الإطار القانوني" الذي بات يتحدث عنه تمهيدا لشن هجماته على نظام دمشق.

وفي سبيل التحري الدقيق، وحتى لانطلق كلاما في الهواء، فقد رجعت "زمان الوصل" إلى النص الأصلي لبيان قمة الثماني، التي عقدت في لوخ إيرن بإيرلندا الشمالية، والواقع في 33 صفحة تضم فيما تضمه 96 بندا، وقع عليها زعماء الدول الثمانية ومنهم بوتين.

العبارة اللغم
ورد ذكر "سوريا" في نص البيان الختامي للقمة 18 مرة، وأول فقرة أساسية تعرضت لسوريا، كانت تحمل الرقم 82، وهي الفقرة الأولى تحت "بند السياسة الخارجية" للدول الثمانية، وقد تحدثت هذه الفقرة بعبارات فضفاضة عن تصميم الثمانية على "وقف حمام الدم وإزهاق الأرواح.. وتحقيق الاستقرار والسلام في سوريا".

بينما تحدثت الفقرة التالية (رقم 83) عن الاحتياجات الإنسانية للشعب السوري وما تم رصده من أموال في سبيل تلبيتها.

الفقرة اللاحقة (84) تعرضت لللالتزام بحل سياسي، وضرورة السعي نحو "جنيف 2" المبني على "جنيف1"، مذكرة بأهمية البدء بخطوات فعلية على رأسها "تشكيل جسم حكومي انتقالي يحظى بسلطات تنفيذية كاملة".

وتطرقت الفقرة (86) لقلق الثمانية العميق "من تنامي التهديدات الإرهابية في سوريا وتصاعد الطابع الطائفي للصراع".

أما الفقرة الأخيرة (87) التي أتت على ذكر "سوريا" فهي مربط الفرس في حديثنا، حيث إنها خصصت للحديث عن استخدام الكيماوي، ومما جاء فيها: ندين (نحن القادة) أي استخدام للسلاح الكيماوي في سوريا.

وبعد أن دعت الفقرة "جميع الأطراف المتحاربة" للتعاون مع لجنة التحقيق الأممية وتسهيل مهمتها، قالت بالحرف: نحن (القادة) قررنا وعزمنا أن أولئك الذين قد تثبت مسؤوليتهم عن استخدام الكيماوي (في سوريا) سوف يحاسبون!

واضافت الفقرة: نؤكد الحاجة لتخزين آمن ومضمون للأسلحة الكيماوية في سوريا، إلى أن يتم تدميرها تحت إشراف دولي!

إن هذه العبارة الأخيرة بالذات تشكل في أغلب الظن، النص الذي يشكل "الأساس القانوني" الذي تحدث عنه معنيون كبار بملف الهجوم المحتمل ضد نظام بشار، وعلى رأسهم وزير الدفاع الأمريكي "تشاك هاجل".

انكفاء
ومما يعزز هذا الاعتقاد ويدعمه، تلك المكالمة التي جرت بين رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين، والتي نقلت وسائل الإعلام الرسمية الروسية أن بوتين قال خلالها لكاميرون إنه "ليس هناك من دليل بعد على استخدام نظام بشار الأسد للسلاح الكيماوي".

وبالنظر إلى طبيعة المكالمة وشخصية المتحدث والمتحدث إليه وما ورد على لسان بوتين بالذات، يتضح أمران مهمان، أولهما أن المكالمة جاءت من الزعيم الذي استضافت بلاده قمة الثمانية (كاميرون)، والتي ظهر خلالها بوتين كضيف مشاكس بل ومزعج، مارس أقصى درجات الابتزاز للتوقيع على بيان يتجنب أي مس بحليفة بشار، ومن هذا المنطلق يبدو أن المضيف "كاميرون" كان خير من يذكّر الضيف "بوتين" بما وقع عليه، ولهذا "انتُدب" من قبل الغرب للحديث مع بوتين.

ثاني الأمور اللافتة، أن بوتين لم يبد كعادته معارضته "تغيير الأنظمة بالقوة"، ولا وقوفه ضد "التدخل بشؤون سوريا"، ولا تحذيره من "مغبة التدخل العسكري وعواقبه الوخيمة"، وإنما اكتفى بالقول إنه "ليس هناك أدلة بعد على استخدام بشار للسلاح الكيماوي"، ما يعني أن كاميرون نجح في تذكير بوتين بما وقع عليه من التزام محاسبة المتورط باستخدام الكيماوي، بحيث لم يعد أمام بوتين سوى ورقة واحدة للدفاع بها عن حليفه، وهي ادعاء عدم ثبوت أدلة على تورط بشار.

ويبدو أن هذا الانكفاء في موقف روسيا، وبوتين بالذات، مبني في أحد أسسه على وثيقة البيان الختامي لقمة الثماني، إذ لم يعد باستطاعة بوتين أن يتنصل من التزام وقع عليه بعد مشاكسات ومشاحنات طويلة، وهذه هي في الحقيقة فحوى، بل وهذا هو هدف المكالمة الكاميرونية، التي وضعت "القيصر الروسي" على المحك، إن لم تكن قد حشرته في الزاوية.

كما يبدو أن الانكفاء لم يطل بوتين وحده، بل إن حامل لواء التشدد في السياسة الروسية (وزير الخارجية سيرجي لافروف) ظهر على غير العادة في مؤتمره الصحفي الاستثنائي في موسكو يوم الاثنين ليقول إن بلاده "لن تخوض حربا مع أحد" إذا ما قرر الغرب شن هجوم على نظام دمشق.

Viewing all articles
Browse latest Browse all 18645

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>