طالبت صفحات التواصل الاجتماعي بالحرية لخنساء حوران بعد أن مضى على اعتقالها ما يقارب العام وفقدت خلال اعتقالها أبناءها وزوجها ولم تكحل عينيها بوادعهم الأخير، إضافة لاعتقال قوات النظام بعض أبنائها من الإناث وتنقل بعض الصفحات المتابعة لظروف اعتقال السيدة الستينية ما يصيبها من أمراض في المعتقلات الأسدية وتأخذ المطالب اتجاها مزدوجا، مرة اتجاه المنظمات الدولية وأخرى اتجاه كتائب وألوية الجيش الحر لتحقيق الحرية لها عبر مبادلتها ببعض عناصر النظام.
ثمة أصوات بكاء من داخل زنزانتها ينقلها البعض وصور صبر لأم قدمت أغلى ما تملك للثورة السورية ونذرت نفسها لخدمة الجيش الحر في تقديم الغذاء والإسعاف وقطن بيتها عشرات الشباب من زملاء أبنائها فذاقوا مما صنعت أنامل الحرة قبل اعتقالها بكمين لعناصر النظام.
يقول الناشط الميداني عبد الله الحريري:
"خنساء منوخ" الكسور اسم حرة من حرائر سوريا وما مطالبنا بنيلها للحرية إلا في سياق مطالب مكررة لنيل الحرية لجميع المعتقلين والمعتقلات، لافتا إلى أن معاناتها أخذت بعدا تراجيديا، ففي آخر يوم من شهر رمضان العام الجاري استشهد البطل حمزه محمد الحريري ابنها الأوسط ودفن ضهر اليوم الأول لعيد الفطر ليلحق بأخيه الشهيد عبداالله الذي استشهد في رمضان الماضي، وعبدالله سمي بقاهر الدبابات وأول من فجر دبابة في مدينة بصر الحرير بدرعا، وهو من أوائل المنشقين عن الجيش.
وكان بيت هذه العائله ملاذا لكل من يساند الثوره أو الثوار وكانت أمهم تطبخ الطعام وتطعمهم، وفي المعارك تحمل أكياس الدواء كي تداوي الجراح ومن وقد أسماها النشطاء "أم الثوار" ومضى على اعتقالها عام، وعندما سمع زوجها خبر اعتقالها جاء من لبنان ليقف بجانب بناته وابنه الصغير فاعتقلوه على اوتستراد المزه وأخذوه لفرع المخابرات الجويه ووجد بعد قرابة الشهر ملقى في إحدى الحدائق القريبه من الفرع ليبقى ثالث العنقود إبراهيم ذو الـ 16 ربيعا حاملا هموم الثورة متقدما في جباهاتها اليومية، أما أصغر الإخوة مصطفى فيعيش مع أقاربه في عمان ينتظر رؤية أم حُرم منها طيلة العام المنصرم بعد أن ذاق لوعة الفقدان لذويه.
فيما يشير الصحفي محمد الحمادي إلى أن ثمة مخاوف متراكمة جراء استمرار النظام باحتجاز النساء السوريات وليس غريبا على النظام اعتقال سيدات وهناك الكثير من السيدات لدى سجون النظام لكن ما يدعو للقلق أكثر هو انقطاع الأخبار عنهن وعدم اكتراث المنظمات الحقوقية والقوى السياسية لأمرهن.
يحاول النظام الضغط على ثوار الداخل باعتقال سيدات وفتيات لكن حتى اللحظة لم يثبت نجاحه بمثل هذه الأسأليب للضغط لكن ما يجعله يكرر مثل هكذا أساليب هو الصمت والابتعاد عن المطالبة بمنحهن الحرية وفق أسس ومعايير حقوقية تكون عن طريق منظمات حقوقية.
محمد الكسور ناشط من مدينة بصر الحرير يؤكد أن السيدة خنساء سبق أن اعتقلت لثلاثة أشهر ولم يمنعها ذلك من مواصلة دورها في الثورة لكن انقطاع الأخبار عنها يثير مزيدا من المخاوف على مصيرها المحهول، لافتا إلى إحدى بناتها أيضا معتقلة بمكان مختلف، وهو ما يزيد حجم الوجع لدى الأسرة فيما ينتظر محبو خنساء حوران فرجها بأمل أن تجد ثمرة تضحياتها بمدن محررة وسوريا حرة".
وتؤكد الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنَّ 1215 مواطناً سورياً قضوا تحت التعذيب منذ بداية الثورة ضد نظام بشار الأسد، بينهم 17 امرأة و34 طفلاً و23 مسناً تجاوزت أعمارهم الستين، واصفة في تقريرها أساليب التعذيب الممنهج الذي تمارسه قوات النظام السوري في المعتقلات، حيث ذكرت فيه أنَّ عدد المعتقلين بلغ قرابة 194 ألفا، بينهم 4500 امرأة وتسعة آلاف معتقل دون سنّ الثامنة عشرة.
ووثقت الشبكة في تقاريها عشرات الأساليب والوضعيات التي استخدمها النظام السوري في تعذيب مواطنيه، ومن أكثرها استخداما وضعية الشبح التي تربط فيها يدَي المعتقل من خلف ظهره، ثم يعلق منهما بالسقف بحيث يلامس الأرض برؤوس أصابع قدميه، وفي بعض الحالات يعلق من إحدى قدميه للأعلى، وقد تتورم أطرافه مما يتسبب في قطعها.
وتوزع ضحايا التعذيب بين عدد من محافظات البلاد، ومنها حمص (313) ودرعا (221) وإدلب (182) وريف دمشق (122) وحماة (115) وحلب (83) ودمشق (73) وغيرها.
وبالنسبة للمعتقلين تأتي حلب على رأس قائمة المحافظات السورية، حيث يبلغ عددهم نحو 40 ألفا، ثم تأتي حمص برقم يزيد على 35 ألفا، تليها محافظة ريف دمشق بنحو 30 ألفا، ثم حماة وإدلب بأرقام تزيد عن 20 ألفا، ودمشق برقم يناهز 18 ألفا.
ويبلغ عدد المختفين قسريا في سوريا نحو 60 ألفا، وأشارت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أنها تمكنت من توثيق قوائم بأسماء نحو 32 ألفا منهم.