استأثرت "الجبهة الشعبية لتحرير لواء الاسكندرون –المقاومة السورية" بقسط وافر من الاهتمام الإعلامي خلال الأسبوع الماضي، لاسيما بعد ظهور قائدها التركي مهراج أورال الملقب ب"علي الكيالي"، وهو يتحدث عن تطهير بانياس بعد مجازر اتخذت طابعاً طائفياً في أحياء محددة من بانياس وقرية البيضا.
فجأة وبعد 74 عاماً من اقتطاع تركيا لمنطقة لواء اسكندونة عام 1939باتفاق مع فرنسا ظهرت هذه الجبهة إثر اندلاع الثورة السورية منتصف آذار، والأغرب من ذلك أنها مقاومة تشبه ممانعة ومقاومة داعميهم في الداخل السوري من حيث الحوَل في توجيه السلاح، فالنظام السوري يتعرض للهجوم من العدو الإسرائيلي فيحتفظ بحق الرد اتجاهها ويوجه نيران قذائفه إلى المدن السورية، وكذلك الجبهة الشعبية التي نفت أي نشاط عسكري أو مدني أوسياسي لها داخل الاسكندرون، معترفة أن "عمل الجبهة الشعبية والمقاومة السورية يقتصر في مناطق ريف اللاذقية الشمالي داخل الأراضي السورية ويهدف للقضاء على المسلحين التكفيريين الذين يهددون الوطن الأم سوريا".
وكانت تركيا في صيف 1998 هددت باجتياح سوريا إثر توتر بالعلاقة مع النظام السوري على خلفية دعمه لحزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله أوجلان، وهدد الأتراك حينها على لسان رئيس حكومتها حينها مسعود يلماظ بقلع عين من يضع عينه على الاسكندرونة، لينتهي التوتر بطرد أوجلان ومقاتليه وتوقيع اتفاق أضنة الأمني الذي وقعه ممثلاً عن النظام السوري حينها رئيس شعبة الأمن السياسي اللواء عدنان بدر حسن في عهد الأسد الأب.
أما عهد الأسد الابن فقد شهد تقارباً شديداً مع الجارة الشمالية لدرجة حذف منطقة لواء اسكندرونة من الخارطة السورية أثناء تقديم النشرة الجوية في التلفزيون الرسمي.
وانطلقت الثورة السورية لتضع حداً للعلاقة المميزة بين البلدين بعد نصائح قدمتها القيادة التركية للأسد كي يقوم بخطوات إصلاحية تجنب البلد الدمار، إلا أن تجاهل الأسد وإصرار الحكومة التركية على نصرة الشعب السوري باعد بين الطرفين وصولاً إلى مرحلة قطع العلاقات.
ويأتي الحديث عن "الجبهة الشعبية لتحرير لواء الاسكندرون –المقاومة السورية" بعد اتهامها علناً من قبل الحكومة التركية بتدبير تفجيرات الريحانية التي راح ضحيتها أكثر من 40 قتيلاً و100 جريح.
وكانت الجبهة نفت أي صلة لها بالتفجير الذي حصل ظهر أمس السبت في المدينة الواقعة ضمن إقليم “إنطاكيا” (هاتاي) في لواء الاسكندرون المحتل في قبل تركيا.
وقال المسؤول الإعلامي في الجبهة في تصريح لموقع "الحدث نيوز" إنه “لا صلة للجبهة بمثل هكذا عمليّة إرهابية”، موضحاً انّ “عمل الجبهة الشعبية والمقاومة السورية يقتصر في مناطق ريف اللاذقية الشمالي داخل الأراضي السورية ويهدف للقضاء على المسلحين التكفيريين الذين يهددون الوطن الأم سوريا”.
واعتبر المسؤول الإعلامي للجبهة أن “الاتهامات التركيّة تأتي بسياق الحرب التي يقوم بها النظام التركي على سوريا”.
ورداً على سؤال حول أي نشاط عسكري للجبهة في داخل الاسكندرون، قال إنه “لا يوجد للجبهة أي نشاط عسكري أو سياسي أو مدني داخل الاسكندرون بل وجودها ينحصر في مناطق ريف اللاذقية الشمالي حيث توجد الميليشيات التكفيرية”.
وكان وزير الداخلية التركي قد اتهم “منظمة قريبة من النظام السوري بالقيام بالتفجيرات في الريحانيّة” بإشارة منه للجبهة الشعبية لتحرير لواء الاسكندرون.